السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وقفة مع آية ..
 وقفه جعلتني اخاف واخش الله

الآيه

 قال تعالى : ( فلما نسوا ما ذُكِّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) الأنعام ٤٤ .
التفسير
يقول الله عز وجل ( فلما نسوا ماذكروا به )
 أي : فلما أعرضوا عن ماذكرهم الله به في كتابه وتناسوه وتركوا العمل به حصلت العقوبة .
ماهي العقوبة ؟
( فتحنا عليهم أبواب كل شيء ) 
ولنتأمل قوله : ( فتحنا ) سمى الله عز وجل العقوبه  ( فتح )
 والفتح غالبا يكون في النعمة ..
يقول تعالى : فتحنا عليهم !!!
( أبواب كل شيء ) 
من الأرزاق والخيرات ، والمتاع ، والصحة ، والجاه ... 
( حتى إذا فرحوا بما أوتوا ) 
حتى إذا فرحوا بالأموال والأولاد ، فرحوا بالخيرات والأرزاق المتدفقة واستغرقوا في الاستمتاع بها وخلت قلوبهم من ذكر المنعم ومن خشيته وتقواه ؛
 وانحصرت اهتماماتهم في لذائذ الدنيا جاء موعد القانون الإلهي الذي لايتبدل ولايتغير
الا وهو ..
( أخذناهم بغتة ) 
أي على غرة ؛ وهم في سهوة وغفلة .
( فإذا هم مبلسون ) أي : فإذا هم آيسون من كل خير . 

 مشهد عجيب يصور أحوال كثير من الناس اليوم .
كم هم الذين يفرحون بما أوتوا ولايخطر لهم على بال أن ذلك قد يكون استدراج . 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته ، فإنما ذلك استدراج ) 
 ثم قرأ هذه الآيات السابقه (( فلما نسوا ما ذكروا به ...)) 
لنأخذ دروس من هذه الآية 
 (1)ليس كل نعمة تأتيك هي نعمة فكن على حذر :
فليس كل فتح فتح
وليس كل عطاء عطاء 
وليس كل فرح فرح .
(2) إذارأيت النعم تأتيك وأنت مقيم على الطاعات فاعلم أن ذلك فضل من الله ونعمه ،
وإذا رأيت النعم تتدفق عليك وأنت مقيم على المعاصي والذنوب فاعلم ان هذا استدراج ..  
قال تعالى 

 أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين ، نسارع لهم في الخيرات بل لايشعرون )